اخر تحديث
السبت-20/04/2024
موقف
زهيرفيسبوك
رؤية
دراسات
مشاركات
صحافةعالمية
قطوف
جديد
مصطلحات
رسائل طائرة
الثورة السورية
حراك الثورة السورية
حدث في سورية
نساء الثورة السورية
اطفال الثورة السورية
المجتمع السوري المدمر
شعارات الثورة السورية
ثلاث سنوات على الثورة
أيام الثورة السورية
المواقف من الثورة السورية
وثائقيات الثورة السورية
أخبار سورية
ملفات المركز
مستضعفين
تقارير
كتب
واحة اللقاء
برق الشرق
وداع الراحلين
الرئيسة
\
مشاركات
\ أخطر غابة طبيعية ، أقلّ سوءاً ، من مجتمع بشري ، تَسوده فوضى !
أخطر غابة طبيعية ، أقلّ سوءاً ، من مجتمع بشري ، تَسوده فوضى !
10.10.2019
عبدالله عيسى السلامة
مجتمع الغابة ، حياته منظّمة:
كلٌّ يَعرف قدراته .. كلٌّ يعرف أعداءه.. كلٌّ يعرف ممّ يخاف .. كلٌّ يعرف كيف يتصرّف، عند الخطر.. كلٌّ يعرف ماينفعه ، وما يضرّه ، من الطعام والشراب.. كلٌّ يأكل بقدر حاجته .. كلٌّ يطعم أفراد أسرته ، بقدر حاجاتهم.. لا أحد يقتل أحداً، إلاّ لضرورة الأكل، أو للدفاع عن النفس!
المجتمع البشري، في الحالة الطبيعية:
مصطلح الحالة الطبيعية ، يختلف معناه ، من بلد إلى آخر، ومن مجتمع إلى آخر!
فهناك المجتمعات ، التي قَطعت أشواطاً بعيدة ، في تنظيم حياتها وأمورها ، على سائر المستويات ، لكن سيطرت عليها هواجس عدّة ، من أهمّها :
هاجس الحرّية الفردية : التي تخوّل المرء ، بفعل كلّ مايرغب ، دون المساس بحرّيات الآخرين ! وكلّ ذلك ، في إطار القوانين ، التي وضعتها هذه المجتمعات ، لأنفسها !
هاجس الأنانية : الذي يجعل (الأنا) ، هي الأساس ، في حياة الفرد ، بصرف النظر، عن القيَم العليا ! وانطلاقاً من هذا الهاجس ، تفكّكت الأسَر، وصار كلّ فرد فيها ، يبحث عن لذّاته الفردية ، وعن مصالحه الخاصّة ؛ فلا يهتمّ بأمّ أو أب ، ولا بأخ أو أخت ، فالكلّ مشغول ، بما يحقّق رغباته وشهواته !
وهناك المجتمعات ، التي تغلب عليها قيَم معيّنة ، هي قيَم التسلّط والاستبداد ، التي تعزّز، لدى الفرد ، أنانية من نوع ما ، تتدرّج ، في مستوياتها ، حتى تصل ، إلى دكتاتورية الحاكم ، وتسلّطه الذي يحتكر ، بموجبه ، لنفسه ، أنواعاً من الحرّية ، يمنع منها الآخرين ، وأهمّها حرّيته ، في التسلّط ، وحده ، على شعبه ! وهذا نوع من الفساد ، تنبثق عنه ، أنواع من الفساد ، الذي يستجير منه العقلاء ؛ لأن توحّش (الأنا) ، دون ضوابط دينية ، أو خُلقية ، يجعل المجتمع البشري ، في المآل ، أسوأ من مجتمع الغابة ؛ إذ يموت فيه أناس ، من التخمة ، في الوقت الذي يموت فيه أناس ، من الجوع !
المجتمع البشري ، في حالة الفوضى: أمّا المجتمع ، الذي تهيمن عليه الفوضى ، فهو مجتمع هشّ بائس ، لا يتمنّى عاقل ، العيش فيه ؛ فهو ممّا تنطبق عليه ، مضمونات عدّة ، من أهمّها:
مضمون الحديث الشريف ( .. لأتيحنّ لهم فتنةً تَدعُ الحليمَ حيران ) !
ومضمون الحديث الشريف (.. لايَعرف القاتلُ فيمَ قَتل ، ولا القتيل فيمَ قُتل )!
كما ينطبق عليه ، قول الشافعي :
وليس الذئبُ يأكلُ لحمَ ذئبٍ ويأكلُ بعضُنا بعضاً ، عِيانا!