الرئيسة \  واحة اللقاء  \  أثر المناطق الآمنة على العلاقات الأمريكية الروسية

أثر المناطق الآمنة على العلاقات الأمريكية الروسية

31.01.2017
عبد العزيز الكحلوت


الشرق القطرية
الاثنين 30/1/2017
في حواره مع شبكة آي بي سي فاجأ ترامب العالم بإعلانه عن عزم الولايات المتحدة إقامة مناطق آمنة داخل سوريا وفي المناطق المحيطة بها للاجئين، وذلك في انتظار إعادتهم إلى وطنهم أو توطينهم في بلد مضيف .وبحسب وكالة رويترز للأنباء فإن على وزارتي الدفاع والخارجية وضع خطة لإنشاء مناطق آمنة في سوريا في فترة لا تتجاوز 90 يومًا . هذا القرار المفاجيء أربك روسيا التي ظنت أن الأمر قد استتب لها وأن الأمور جرت لها على أفضل ما تروم وتشتهي خاصة وأنها وقَّعت مع بشارالأسد اتفاقاً يقضي بتوسيع وتحديث القاعدة الروسية البحرية في محافظة طرطوس غرب سوريا بما يسمح بالبقاء فيها لمدة 49 عاماً وقادت محادثات الأستانا وأوغلت في الملف السوري إلى حد قيامها بإعداد دستورعلماني لسوريا يتسق مع مصالحها وعليه من المآخذ الكثير . التدخل الأمريكي المفاجيء أضعف بالتأكيد الموقف الروسي في سوريا فوفقا للخبراء فإن "المناطق الآمنة" تعتبر ذريعة لمزيد من التدخل العسكري الأمريكي في سوريا وهذا ماذهبت إليه صحيفة وول ستريت جورنال إذ قالت " إن ترامب بصدد تمهيد الأرض لتصعيد التدخل " كما قال خبراء لصحيفة معاريف الإسرائيلية "إن إقامة مناطق آمنة للسوريين ليس إلا توطئة لمزيد من التدخل العسكري في سوريا "وهذا يعني ببساطة التحول عن سياسة أوباما الحذرة التي ظلت بمنأى عن التدخل في الشأن السوري عسكريا . سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الجديدة في سوريا تتفق مع سياسة تركيا التي لطالما طالبت بمناطق آمنة لجموع السوريين الفارين من جحيم الحرب وهي اليوم تستضيف أكثر من مليوني لاجيء سوري ودشنت عملية درع الفرات لأغراض عديدة من بينها إقامة المنطقة الآمنة كما أن الحضور العسكري الأمريكي قد يتطلب تعاونا مع تركيا والدول المتحالفة معها وهومؤشر على تغيير هام في السياسة الأمريكية لايسر النظام السوري ولا حلفاؤه ولهذه الأسباب رحبت تركيا بهذا القرار بينما عبرت روسيا عن دهشتها فأعلن المتحدث باسم الكرملين أن واشنطن لم تشاور موسكو في موضوع المناطق الآمنة وقال فيما يشبه التهديد" على الحكومة الأمريكية أن تفكر في العواقب المحتملة لإقامة مناطق آمنة في سوريا " وفي المجمل فإن العلاقات الأمريكية الروسية لا تمضي نحو الحل بل ربما يحدث العكس فأوربا تعارض رفع العقوبات عن روسيا والمؤسسات الحاكمة في الولايات المتحدة هي الأخرى لا ترغب في ذلك بل ترغب في تقليص الدورين الروسي والإيراني في المنطقة والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل تكون المناطق الآمنة بداية الشقاق الفعلي بين القوتين الأعظم ؟
 
ربما تاتي الإجابة على هذا السؤال بعد مهلة الشهور الثلاثة التي أعطاها ترامب لوزارة الدفاع وإن غدا لناظره قريب .