الرئيسة \  واحة اللقاء  \   وسط مباحثات الإعلان الدستوري: النظامان السوري والروسي يهجَّران أكثر من 35 ألف مدني من جسر الشغور

 وسط مباحثات الإعلان الدستوري: النظامان السوري والروسي يهجَّران أكثر من 35 ألف مدني من جسر الشغور

23.07.2019
هبة محمد


القدس العربي
الاثنين 22/7/2019
دمشق – "القدس العربي": قتل أكثر من 10 مدنيين نصفهم من الأطفال، في هجمات للحلف الروسي –السوري على محافظة إدلب شمال غربي سوريا، خلفت عشرات الإصابات والعالقين تحت الأنقاض، وذلك تزامناً مع عقد هيئة التفاوض السورية اجتماعها الدوري، في العاصمة السعودية الرياض، لبحث التطورات السياسية والميدانية، في ظل اقتراب الأمم المتحدة من إعلان تشكيل اللجنة الدستورية، المكلفة بكتابة دستور جديد للبلاد، وسط توقعات بأن يكون الخلاف الأكبر ما بعد لعبة اختيار أسماء اللجنة حول آلية تنظيم الانتخابات ومن ينتخب وأين ستكون صناديق الاقتراع، وبإشراف من، ما يضع الحل السياسي –البعيد المنال – أمام مسار طويل ومعقد.
وأعلنت هيئة التفاوض عبر معرفاتها الرسمية بدء اجتماعاتها الشهرية، صباح أمس الأحد، في مقرها، حيث افتتح الجلسة رئيس الهيئة بإحاطة شاملة عن العملية السياسية وما آلت اليه ونتائج لقاءات وتواصلات الهيئة على الصعيد الدولي، وآخرها اللقاء مع المبعوث الأممي الخاص، غير بيدرسون.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا، يحيى العريضي، لـ "القدس العربي" أن رئيس الهيئة نصر الحريري تحدث خلال الاجتماع عن تطورات العملية السياسية وملف اللجنة الدستورية، مشيراً إلى أن الإعلان الدستوري المنظر "يبقى مدخلاً للعملية السياسية، ولن ينجز حلا بمفرده".
وأكد العريضي على بحث أولويات هامة في هذا الإطار، على رأسها توفر وتهيئة العمل على البنود الأخرى، كالبيئة الآمنة والمحايدة، وتهيئة الأجواء للانتخابات البرلمانية والرئاسية، وهو ما سيعطي عمل اللجنة الدستورية القيمة المأمولة، وفق قوله.
أما الميدان، فقد كان شاهداً على ليلة دامية عاشتها أرياف إدلب وحماة، وحالة نزوح كبيرة بعد تناوب الطائرات الحربية والطائرات المروحية على قصف المنطقة، ما أسفر عن وقوع 11 مدنياً، بينهم 6 أطفال، وإصابة أكثر من 40 آخرين بجروح بليغة.
وقال الدفاع المدني السوري إن الطيران الحربي استهدف الأحياء السكنية في مدينة سراقب، وقرية بليون، بغارة جوية وصاروخين فراغيين، أسفرت عن مقتل 4 أشخاص بينهم 3 أطفال وامرأة، وإصابة أكثر من 30 مدنياً، بينهم متطوع لدى فريق الخوذ البيضاء، فيما قتل وأصيب 10 آخرون جرّاء غارة جوية للطيران الحربي استهدفت بكامل الحمولة منازل المدنيين وسط بلدة كفرومة غربي معرة النعمان.
وفي تصعيد مماثل، الأحد، قصفت قوات النظام السوري المؤسسات الخدمية والمشافي والمدارس، بعشرات الغارات فيما استهدف الطيران الحربي مدينة خان شيخون، أمس، بـ 37 غارة جوية بالصواريخ الفراغية شديدة الانفجار وغارتين بالقنابل العنقودية سقطت على منازل المدنيين ومدرستين ومخبز ومسجد في سعي دؤوب من قوات الأسد لتدمير ما تبقى من المدينة.
وخلال الأربع وعشرين ساعة الفائتة، وثقت "القدس العربي" استهداف إدلب ومحطيها بأكثر من 120 غارة جوية، ونحو50 برميلاً متفجراً، على قرى وبلدات معراتة وكنصفرة وبداما ومزارع ترعي وتل جعفر قرب خان شيخون والتمانعة ومزارعها وترملا وأرينبة وبلدة كفرسجنة ومدينة خان شيخون وركايا سجنة وكرسعة ومعرتحرمة وحزارين ومعرة الصين، وأرينبة والنقير، وجسر الشغور، ومزارع التمانعة. المرصد السوري لحقوق الانسان، قال إن 11 مدنياً قتلوا، وأصيب أكثر من 45 جريحاً، في حصيلة غير نهائية للقصف الجوي من قبل طائرات النظام والروس على الريف الإدلبي خلال يوم الأحد، موثقاً المزيد من القتلى والجرحى جراء عمليات القصف الجوي على المنطقة العازلة، لافتاً أن من بين القتلى 6 أطفال، جراء مجزرة نفذتها طائرات النظام الحربية في بلدة أورم الجوز في ريف إدلب الغربي، و4 بينهم طفلان على الأقل استشهدوا بقصف طائرات النظام الحربية على بلدة كفروما جنوب إدلب، فيما لا يزال عدد القتلى مرشحاً للارتفاع لوجود أكثر من 45 جريحاً في مناطق متفرقة، ضمنهم حالات خطيرة، بالإضافة لوجود الكثير من المفقودين والعالقين تحت الأنقاض.
شهدت مدينة جسر الشغور في ريف إدلب، خلال اليومين الأخيرين، موجة نزوح ضخمة في اتجاه المخيمات والقرى الحدودية الأكثر أمناً، نتيجة تعرض المدينة لغارات جوية مكثفة من قبل طائرات نظام الأسد وروسيا.
ونقل الائتلاف السوري عن ناشطين أن القصف الجوي المستمر من قبل طائرات النظام وروسيا، الذي استهدف المدينة أدى إلى مقتل العشرات من أبناء المدينة، وإحداث دمار هائل في الممتلكات، تبع ذلك نزوح 35 ألف مدني على الأقل. وأضاف الناشطون أن ما يقارب خمسة آلاف مدني هم من ظلوا حالياً في المدينة بعد الهجمات المتكررة عليها، مشيرين إلى أن المدنيين المتبقين في حاجة ماسة لكل أشكال المساعدة، وسط غياب المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة.
واستهدفت الغارات الجوية الأخيرة المنشآت الطبية الموجودة في المدينة، والمدارس والمباني الخدمية جميعها، كما استهدف الطيران الحربي الطرقات الرئيسية بهدف عرقلة عمل فرق الدفاع المدني والمنظمات الطبية.
وتتعرض مدينة جسر الشغور، منذ العاشر من تموز/يوليو الجاري، لغارات جوية متواصلة من قبل الطيران الحربي الروسي والتابع للنظام، وذلك عقب تقدم فصائل المعارضة نحو مواقع النظام العسكرية في ريف اللاذقية.
واعتبر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن استهداف المدينة بكل الأسلحة الثقيلة هدفه إفراغ المدينة من سكانها، لافتاً إلى أن العملية العسكرية تهدف إلى تقويض الجهود الرامية لاستئناف العملية السياسية، وحمّل الائتلاف الوطني المجتمع الدولي مسؤولياته في حماية المدنيين ووقف العمليات العسكرية.
وكانت المؤسسات العاملة المدنية قد أعلنت، في الثاني عشر من تموز الجاري، المدينة منكوبة، نتيجة تعرضها للقصف من قبل طائرات النظام وروسيا، والتي أحدثت دماراً هائلاً في الممتلكات العامة والخاصة والبنى التحتية، مطالبة كافة المنظمات الإنسانية بتقديم يد العون للمدينة وتحمل مسؤولياتها الإنسانية.
و تصدّر النظام السوري قائمة الجهات المسؤولة عن قتل الإعلاميين، تلاه موسكو، وذلك في تقريرٍ خاص للمركز السوري للحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين، صدر أمس، والذي استعرض فيه حصيلة الانتهاكات التي ارتكبت بحق الإعلام في سورية خلال النصف الأول من العام الجاري.
ووثّق التقرير وقوع 46 انتهاكاً بحق الإعلام في سوريا منذ بداية شهر كانون الثاني من العام الجاري وحتى نهاية شهر حزيران/يونيو المنصرم، بنسبة انخفاض بسيطة مقارنةً مع انتهاكات النصف الأول من العام الماضي 51 انتهاكاً.
وأوضح التقرير أن شهر حزيران الفائت شهد مقتل إعلاميين اثنين، في حين قتل الثلاثة الآخرون في أشهر شباط وآذار ونيسان، مبيناً أن نظام الأسد جاء في مقدمة الجهات المسؤولة عن قتل الإعلاميين بـ: 3 حالات، تلته القوات الروسية بمسؤوليتها عن حالة واحدة، في حين لم تُعرف الجهة المسؤولة عن الحالة الأخيرة.
وكانت محافظة إدلب من الناحية الجغرافية حسب التقرير أكثر المناطق التي ارتكبت فيها الانتهاكات مسجلة 16 حالة، ثم حلب 11 حالة، فحماة 9 حالات ودمشق 3 حالات، بينما ارتكبت حالتان في كل من دير الزور وريف دمشق والحسكة، كل على حدة، وحالة في الرقة.