الرئيسة \  تقارير  \  ما أفصح "الأسد" حين يخاطب بالديمقراطية

ما أفصح "الأسد" حين يخاطب بالديمقراطية

07.05.2024
محمد منصور




ما أفصح "الأسد" حين يخاطب بالديمقراطية
"النهار"
محمد منصور
الاثنين 6/5/2024
بمناسبة انتخابه أمينًا عامًا لحزب البعث العربي السوري، طالعنا #بشار الأسد بخطاب أقّل ما يُقال عنه بأنه مثل وعود إبليس بالجنة، إذ أطلق الأسد سلسلة من المواقف السياسية والاقتصادية التي لا بد أن تبشّر الشعب السوري بالخير إذا انتخب بشار الأسد يومًا رئيسًا لسوريا، فينفذ ما أطلقه من مواقف.
فيا ليت كان الأسد رئيسًا لسوريا عام ٢٠١٢، عندما قمعت الأجهزة الأمنية السورية التظاهرة الطلابية في جامعة حلب، كي لا تقارَن ممارسات النظام السوري آنذاك بـ "القمع الوحشي الذي لم نراه سابقًا في الجامعات" الغربية التي يتظاهر طلابها دعماً لغزة.
ويا ليت كان الأسد رئيسًا لسوريا منذ عام ٢٠١١، ليثبت للعالم أجمع أن "أقوى موقف رسمي" للحزب الحاكم والحكومة يجب أن "يتماهى مع الموقف الشعبي"، فكان استمع لمطالب الشعب السوري الثائر، كي لا تقارَن ممارسات النظام السوري آنذاك بالوحشية والاستئثار بالقرار الذي تمارسه بعض الأنظمة اليوم.
ويا ليت كان الأسد رئيسًا لسوريا عام ٢٠٢٣ أيضًا، لينفذ رؤية حزب البعث التي ذكرها في خطابه ويوفر الأمن المعيشي والاقتصادي لأهل سوريا، كي لا يوصَف النظام السوري آنذاك بالأبتر والعليل لعدم استجابته للمطالب الاقتصادية الإصلاحية التي أطلقها آلاف المعتصمين في السويداء اعتراضًا على تردي الوضع المعيشي.
ويا ليت كان الأسد رئيسًا لسوريا في ٧ اكتوبر ٢٠٢٣، ملتزمًا بالقضية الفلسطينية، ليطلق النظام السوري ترسانة من الصواريخ والعمليات العسكرية الداعمة للقضية ويدعو لتجمعات أهلية سلمية دعمًا للقضية الفلسطينية في سوريا كتلك التي حصلت في إدلب في ١٧ و١٩ اكتوبر ٢٠٢٣، فلا يقارن النظام السوري آنذاك بالمجموعات المسلحة "المتخاذلة" التي ذكرها الأسد في خطابه والتي "لم تطلق صاروخًا واحدًا" لنصرة أهل غزة.
ويا ليت كان الأسدان، أبًا وابنًا، رئيسان لسوريا عام ١٩٨٢ و٢٠١١ وما تلاها من سنوات، ليعطيا دروسًا للعالم بالإنسانية واحترام القانون الدولي لحقوق الإنسان وعدم التعرض للمدنيين، فلا تقارن ممارسات النظام السوري آنذاك بممارسات و"مجازر" الكيان الصهيوني التي تُرتكب يوميًا بحق الأبرياء والمدنيين دون حسيب أو رقيب.
الأكيد بعد خطاب الأسد أن الشعب السوري يستحق نظامًا ديمقراطيًا مؤمنًا بأحقية الطلاب بالتظاهر، تكون العدالة الاجتماعية أحد ركائزه، ودعم العمال والكادحين أحد ثوابته، وبحكومة تتماهى مع متطلباته. الأكيد أن الشعب السوري لا يستحق نظامًا مارس نفس ممارسات الأنظمة الغربية الوحشية البربرية التي وصفها بشار الأسد في خطابه. فعلاً "اللي استحوا ماتوا."