الرئيسة \  من الصحافة العالمية  \  سوريا في الصحافة العالمية 1-5-2024

سوريا في الصحافة العالمية 1-5-2024

02.05.2024
Admin




سوريا في الصحافة العالمية 1-5-2024
إعداد مركز الشرق العربي

الصحافة الروسية :
الصحافة البريطانية :
الصحافة الامريكية :
الصحافة البريطانية :
باحث في "مجموعة الأزمات الدولية": حرب غـ ـزة أدت لـ "تهميش الصراع في سوريا"
قال "نانار هواش" كبير محللي الشأن السوري في "مجموعة الأزمات الدولية"، إن تركيز التقارير الدولية عن الشرق الأوسط على حرب غزة وامتدادها إلى دول المنطقة، أدى إلى مزيد من تهميش الصراع في سوريا، وفق صحيفة "عرب نيوز".
وأوضح هواش، أن "الوضع الراهن في سوريا ساد منذ عام 2020، ومع تجميد الخطوط الأمامية وعملية السلام المتوقفة، لا يوجد تقدم أو تغيير يذكر لجذب الاهتمام المتجدد"، وعبر عن اعتقاده بأن يؤدي الجمود المستمر إلى زيادة فك الارتباط الدولي، وبدون "تنازلات كبيرة من الجهات الفاعلة السورية والأطراف الخارجية المعنية، تخاطر القضية السورية بأن تصبح قضية منسية".
من جهته، اعتبر المحلل السوري الكندي كميل ألكسندر أوتراكجي، أن العنف في سوريا قد انزلق من الاهتمام العالمي لأن "العديد من المؤسسات الإعلامية تعطي الأولوية لما هو الأفضل لإسرائيل".
وكان قال مبعوث الأمم المتحدة لسوريا "غير بيدرسون" في إحاطته لمجلس الأمن حول سوريا، أن من الخطأ تجاهل الصراع السوري أو العمل على مجرد احتوائه، وعبر عن قلقه من التداعيات الإقليمية والمخاطر الجسيمة الناجمة عن سوء التقدير والتصعيد.
وأضاف بيدرسون، أن الصراع ليس صراعاً مجمداً كما يظن البعض، ولا تقتصر أثاره داخل سوريا فقط، ففي واقع الأمر لا تشهد أي من مسارح العمليات في سوريا هدوءاً، فهناك صراعات لم يتم حلها، وعنف متصاعد، واشتعال حاد للأعمال العدائية، ويمكن لأي من هذه العوامل أن يؤدي إلى تصعيد كبير.
وعبر بيدرسون، عن شعوره بالقلق البالغ إزاء دوامة العنف الخطيرة و المتصاعدة، محذرا من تعامل العديد من الأطراف مع سوريا باعتبارها ساحة مفتوحة للجميع لتصفية حساباتهم. 
وأشار بيدرسون، إلى العمليات العسكرية التي يشنها الأطراف في سوريا خاصة المسيرات الإنتحارية التي يطلقها النظام السوري، وأشار إلى العمليات العسكرية التي تشنها هيئة تحرير الشام عبر خطوط التماس، والى الهجمات التركية بالطائرات المسيرة التي تستهدف ميلشيات قسد وأيضا الاشتباكات المسلحة بين قسد الجيش الوطني السوري، وتزايد تمرد بعض القبائل ضد قسد.
وأشار أيضا أن الجنوب الغربي يشهد معدل حوادث أمنية مرتفعة، مع ورود تقارير عن اشتباكات مفتوحة بين جماعات المعارضة المسلحة سابقاً وقوات النظام، فضلاً عن أنشطة إجرامية على الحدود، مع استمرار الهجمات الإرهابية لتنظيم داعش بكثافة في جميع أنحاء البادية السورية وشمال شرق البلاد على وجه الخصوص، حسب بيدرسون.
ونوه بيدرسون، أن هناك حاجة لوقف التصعيد الإقليمي، بدءاً بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية في غزة. كما يجب على جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واحترام القانون الدولي، كما ينبغي العمل من أجل وقف إطلاق نار على المستوى الوطني في سوريا أيضاً، ويجب على جميع الأطراف الامتثال للقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، بما في ذلك عند التصدي للجماعات الإرهابية المدرجة على قوائم مجلس الأمن.
====================
الصحافة الروسية :
إزفيستيا : ما الذي دفع الأسد للحديث مجددا عن اتصالات بأميركا؟
قال تقرير لصحيفة "إزفيستيا" الروسية إن دمشق تجري اتصالات مع واشنطن، وسط تقارير بأن سوريا تعاني صعوبات في علاقاتها مع حليفتها الرئيسية إيران.
وذكر التقرير -الذي كتبته كسينيا لوغينوفا- أن رئيس النظام السوري بشار الأسد كشف في مقابلة مع القناة الأولى في أبخازيا، عن اتصالات بين بلاده والولايات المتحدة، وهو يعلق آمالا على عودة العلاقات مع الغرب.
وأضاف أنه منذ خريف 2020، بدأ الأسد يكشف عن مناقشة مواضيع محدودة مع واشنطن؛ فخلال رئاسة دونالد ترامب، اقترح البيت الأبيض على دمشق إنشاء قناة اتصال مباشرة لمناقشة القضايا التي تهم الدولتين.
قضايا النقاش مع أميركا
ومن بين تلك القضايا ما يتعلق باختفاء العديد من المواطنين الأميركيين والإفراج عن الأميركيين من السجون السورية، واستخدام الأسلحة الكيميائية، وتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا.
وكانت الرحلة التي أجراها رئيس مجلس الأمن القومي آنذاك في البيت الأبيض، كاشياب باتيل، إلى العاصمة السورية قبل 4 سنوات دلالة على ذلك، وهي أول زيارة يقوم بها مسؤول أميركي رفيع المستوى منذ بداية الثورة ومن ثم الحرب في سوريا.
وفي ربيع 2022، يشير التقرير إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية آنذاك، نيد برايس، قال إن الولايات المتحدة ستعمل على تطبيع العلاقات مع بشار الأسد حتى يتم إحراز تقدم ملموس نحو حل سياسي للصراع في سوريا. وقد عكست كلماته تغيّر موقف واشنطن. وفي حال كانت الولايات المتحدة قد قالت في وقت سابق إن أيام الزعيم السوري باتت معدودة، فقد ظهرت في الوقت الراهن الظروف الملائمة لتطبيع محتمل للعلاقات.
وبعد الزلازل التي ضربت سوريا وتركيا، بدأ "الانفراج" في العلاقات بين دمشق والعالم الغربي في إطار "دبلوماسية الزلازل".
روجها الإعلام الإسرائيلي
وقال التقرير إن تصريح بشار الأسد الحالي عن اتصالات مع واشنطن يأتي وسط تقارير تفيد بوجود شرخ في العلاقات بين سوريا وإيران في الآونة الأخيرة.
وأضاف أن وسائل الإعلام الإسرائيلية ذكرت أن طهران تشتبه في تزويد سوريا الجيش الإسرائيلي بالبيانات التي استُخدمت في التخطيط لضرب القنصلية الإيرانية في دمشق.
ونقلت الكاتبة عن الباحث السياسي أندريه أونتيكوف قوله إن الترويج لوجود خلاف بين سوريا وإيران أو التظاهر بأنهما يتشاجران هو وسيلة جيّدة بالنسبة لإسرائيل، مشيرا إلى أن الدول الغربية ستبدأ تضخيم هذا الصراع، وربما تقدّم شيئا لدمشق، بما في ذلك رفع العقوبات.
وقال كريلوف إن روسيا تقف أمام مهمة واحدة وهي التأكد من أن ما روجت له وسائل الإعلام الإسرائيلية لن يتعدى حدود كونه مجرد نقاش وجدل في وسائل الإعلام، ومنع حدوث انقسام حقيقي وإقناع السوريين بضرورة عدم تقديم تنازلات للأميركيين دون الحصول على ضمانات ملموسة.
====================
الصحافة الامريكية :
واشنطن بوست: بايدن يترك الأسد بعيدا عن المصيدة لكن العواقب وخيمة
يقول كاتب العمود بصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية جوش روغين إن العالم يعلّم حاليا جميع الدكتاتوريين درسا حول كيفية ارتكاب الجرائم ضد الإنسانية، والهروب من المساءلة، وقبولهم في النهاية بالمجتمع الدولي.
وأوضح الكاتب أن إدارة الرئيس جو بايدن تساعد في كتابة هذا الدليل، بسماحها ضمنيا بالتطبيع مع الرئيس السوري بشار الأسد.
وأضاف أن "الكثير من الدكتاتوريين ورجال العصابات الآخرين الذين يرتكبون جرائم ضد الإنسانية في أماكن مثل روسيا والصين وميانمار والسودان سيدرسون قواعد اللعبة التي ساعد الغرب الأسد في كتابتها: تجاهل الانتقادات، انتظار أن يتضاءل انتباه العالم". ونهاية المطاف، الولايات المتحدة ستغض الطرف عن الفظائع المرتكبة.
خالية من وسائل الإعلام
وأشار الكاتب إلى أنه وبعد 13 عاما من بدء الثورة السورية، أصبحت البلاد خالية من وسائل الإعلام الغربية بسبب انشغالها بالأزمات الجديدة، لكن الأسد يواصل ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك قصف وسجن وتعذيب آلاف المدنيين، بينما يعمل بنشاط على زيادة زعزعة استقرار الشرق الأوسط بالشراكة مع روسيا وإيران.
ودعا روغين أميركا وحلفاءها، مع تصاعد التوترات مع هذا المحور، إلى التمسك بسياساتها تجاه سوريا، قائلا إن المزيد والمزيد من الدول، وخاصة شركاء الولايات المتحدة بالخليج العربي، يرحبون بعودة الأسد إلى الحظيرة الدبلوماسية، جريا وراء العقود المربحة لإعادة بناء المدن التي دمرها.
سياسة معلنة وأخرى وراء الكواليس
وزعم الكاتب أن السياسة الرسمية لإدارة بايدن تتمثل في معارضة التطبيع مع الأسد، وخاصة من خلال العقوبات، حتى يتوقف عن المذبحة. لكن وراء الكواليس، تقوم الإدارة بتخفيف هذا الضغط بهدوء وعن عمد، وفقا للمشرعين في كلا الحزبين والجماعات السورية الأميركية.
وأورد الكثير من الشواهد المتمثلة في تصريحات النواب بالكونغرس حول ما أسماه "نسيان الكثيرين في الغرب تماما الفظائع التي جرت في سوريا".
وقال إن الجهد الرئيسي في أميركا لتمديد وتوسيع العقوبات ضد الذين يساعدون في إعادة تأهيل نظام الأسد تمثل في "قانون مناهضة التطبيع مع نظام الأسد" الذي تم إقراره في فبراير/شباط الماضي بأغلبية كبيرة في مجلس النواب.
وكان رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري) أراد إدراج هذا القانون في حزمة المساعدات التكميلية، لكن في سياق المفاوضات، اعترض البيت الأبيض، ولم يعترض على إدراج قوانين عقوبات أخرى، بما في ذلك العديد منها التي تستهدف إيران.
فشل البيت الأبيض
وعلق الكاتب بأن فشل إدارة بايدن في محاسبة "القاتل الجماعي" الأسد يمكّن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والنظام الإيراني.
ونقل عن بعض النواب قولهم إنه ما لم يتم تمرير هذا التشريع قبل نهاية هذا العام، فإن نظام العقوبات الحالي الذي تم إنشاؤه عام 2020 بموجب "قانون قيصر" لحماية المدنيين في سوريا سينتهي، وسيرفع الضغط عن الذين يساعدون في التطبيع مع الأسد.
وقال إن الأميركيين السوريين الذين عملوا على صياغة التشريع مستاؤون مما يعتبرونه تعطيلا من البيت الأبيض لمشروع القانون دون الاعتراف بذلك علنا. وتقول هذه الجماعات إن التشريع يمثل أفضل وسيلة ضغط متاحة لتأمين بعض الحماية للمدنيين السوريين.
الجالية السورية الأميركية
ونقل عن محمد علاء غانم، مسؤول السياسات في التحالف الأميركي من أجل سوريا، وهو منظمة جامعة تضم مجموعات سورية ناشطة، قوله "نحن في الجالية السورية الأميركية نشعر بالفزع العميق والإحباط الشديد من تصرفات البيت الأبيض في عرقلة مشروع قانون حقوق الإنسان الحاسم هذا، وسيتذكر مجتمعنا ذلك وهو يتوجه إلى صناديق الاقتراع في نوفمبر/تشرين الثاني القادم".
وختم روغين مقاله بالقول إن العقوبات ليست حلا سحريا، لكن سيتم دمجها مع إستراتيجية شاملة للتفاوض على حل دبلوماسي في سوريا، وعلى الذين يدعون إلى ترك العقوبات على الأسد تنقضي أن يتعاملوا مع العواقب المتوقعة، لأن الأسد وشركاءه سيصبحون أكثر ثراء وقوة، وسيتم تشجيعهم في انتهاكاتهم ضد مواطنيهم، وسينمو "التطرف" وعدم الاستقرار في أنحاء المنطقة.
====================
معهد واشنطن: التعاون بين الولايات المتحدة وفرنسا لمنع اندلاع حرب بين إسرائيل و"حزب الله"
بواسطة سيلين أويسال
سيلين أويسال هي زميلة زائرة للعام 2023-2024 في معهد واشنطن، ودبلوماسية في الإقامة من قبل "الوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية".
تحليل موجز
تسعى واشنطن وباريس إلى بذل جهود متقاربة لتجنب اندلاع حرب شاملة بين إسرائيل و"حزب الله"، ولكن من المستحسن إجراء المزيد من التنسيق ويبدو أنه مرجح بشكل متزايد في أعقاب التصعيد الأخير بين الجانبين.
شهدت المساعي الدبلوماسية الفرنسية حركة كبيرة بشأن الملف اللبناني خلال الأسبوع الماضي. ففي 18 نيسان/أبريل، تبنى قادة الاتحاد الأوروبي موقفاً مشتركاً بشأن لبنان بعد الضغوط القوية التي مارستها باريس. وفي اليوم التالي، استضاف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، وقائد الجيش اللبناني، جوزف عون. وكانت الحكومة الفرنسية قد اقترحت في وقت سابق ترتيباً أمنياً جديداً بين لبنان وإسرائيل في شهر آذار/مارس لتتلقى بالنتيجة رسالة رسمية غامضة بل إيجابية من بيروت، بموافقة من "حزب الله" على الأرجح.
تنسجم هذه الأنشطة مع الدعم الشامل الذي تقدمه فرنسا للبنان ونهجها الدبلوماسي منذ بدء الجولة الحالية من الأعمال العدائية بين "حزب الله" وإسرائيل في تشرين الأول/أكتوبر الماضي. وتبذل باريس على غرار واشنطن مساعِ حثيثة لإيجاد حل دبلوماسي يمنع اندلاع حرب شاملة، وأرسلت عدة مرات وزير خارجيتها ووزير دفاعها ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى إلى إسرائيل ولبنان. كما كثف المسؤولون الفرنسيون والأمريكيون من اتصالاتهم في الآونة الأخيرة، مما يشير إلى أن المزيد من التعاون يلوح في الأفق أو أنه قد بدأ بالفعل. ومن بين الأسئلة التي تطرح نفسها هنا ما هي معالم هذا التنسيق وما هي الأهداف التي يسعى كل حليف إلى إعطائها الأولوية في المرحلة القادمة؟
مقارنة بين الخطط الفرنسية والأمريكية
سبق أن وضعت كل من الحكومتين الفرنسية والأمريكية خطة خاصة بها لحل الأزمة الحالية في لبنان وتبدو القواسم المشتركة بينهما لافتة. فكلاهما تنمان عن شعور بالقلق من التصعيد الإقليمي وكلاهما تسعيان إلى الاستناد إلى "قرار مجلس الأمن رقم 1701" وتنفيذه ولو جزئياً، وهو قرار تم اعتماده للمرة الأولى في الحرب بين "حزب الله" وإسرائيل عام 2006 ولكنه لم يطبق يوماً كما يجب. كما أنهما تطالبان على وجه التحديد بما يلي:
    انسحاب مسلحي "حزب الله" وبعض من قدراته العسكرية بعيداً عن الحدود.
    انتشار واسع النطاق للجيش اللبناني في الجنوب مدعوماً من "القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان" ("اليونيفيل").
    وقف الطلعات العسكرية الجوية فوق الأراضي اللبنانية.
    مفاوضات جديدة بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم حدودهما البرية.
ولا تختلف معايير باريس وواشنطن بشأن هذه البنود سوى ببضعة تفاصيل بسيطة، على سبيل المثال، تدعو الخطة الفرنسية إلى تراجع "حزب الله" عن الحدود مسافة عشرة كيلومترات بينما تدعو الخطة الأمريكية إلى سبعة كيلومترات. علاوة على ذلك، تبدو الخطة الأمريكية أكثر شمولاً إذ تجمع، وفقاً لبعض التقارير، العناصر أعلاه بحوافز اقتصادية، بينما تواصل فرنسا تركيزها على المسائل الأمنية. وتنقسم الخطتان إلى ثلاث مراحل، إلا أن الخطة الفرنسية تتناول مرحلة خفض التصعيد بمزيد من التفاصيل وتعطي مهلة قصيرة لإنجاز ما يلي: 
    وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل و"حزب الله".
    انسحاب "حزب الله" خلال ثلاثة أيام إلى مسافة عشرة كيلومترات شمال "الخط الأزرق" الذي رسمته الأمم المتحدة، وبعد ذلك يبدأ الجيش اللبناني بالانتشار جنوباً، وتوقف القوات الإسرائيلية طلعاتها الجوية فوق لبنان.
    بدء المحادثات بشأن الحدود خلال 10 أيام. ومن الجدير بالذكر أن هذه المحادثات لن تشمل على الأرجح مزارع شبعا لأن ذلك سيتطلب التعامل مع سوريا وهذا ليس وارداً في الوقت الحالي، علماً بأن "حزب الله" استخدم هذه المنطقة المتنازع عليها كذريعة لمواصلة الأعمال العدائية.
علاوةً على ذلك، تبدو فرنسا حريصة على محاكاة "تفاهم نيسان" من عام 1996 الذي أوجد آلية مراقبة بإشراف الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل وسوريا (ولكن مجدداً، من غير المتوقع أن تؤدي سوريا دوراً في الظروف الحالية كما أن الطرف الدولي الآخر الوحيد القادر على التأثير في "حزب الله"، أي إيران، لا يمكنه أيضاً تأدية مثل هذا الدور). وقد يثير هذا النوع من الترتيبات الشكوك حول مستقبل الاجتماعات الثلاثية التي تقيمها "اليونيفيل" مع مسؤولين من إسرائيل والجيش اللبناني، علماً بأن هذه الاجتماعات متوقفة منذ بدء حرب غزة ولكنها شكلت سابقاً منتدى مفيداً لتبادل المعلومات وتفادي النزاعات حول مسائل ذات صلة "بالقرار 1701". ومع ذلك، نظراً لما تتعرض له "اليونيفيل" من ضغوط وانتقادات، من شأن صياغة نظام مماثل لآلية عام 1996 أن تأتي بمزيد من الجهات الضامنة وقد تحسّن الثقة في نهاية المطاف.
من التنافس إلى التعاون
لا يوجد تفسير واضح للسبب الذي يمنع باريس وواشنطن من طرح مبادرة مشتركة، ولكن لطالما كانت علاقة العمل بين الحليفين في لبنان متسمة بالتعقيدات.
ولم تتلاقَ رؤية البلدَين في بعض الأحيان. ففي أربعينيات القرن المنصرم اضطرت واشنطن إلى الضغط على باريس لمنح لبنان استقلاله. وفي الآونة الأخيرة، أدت استراتيجية "الضغط الأقصى" التي اعتمدتها إدارة ترامب ضد "حزب الله" وغيره من وكلاء إيران إلى إثارة قلق واشنطن من مساعي فرنسا في لبنان بعد انفجار مرفأ بيروت في عام 2020.
وحتى عندما تلاقت رؤيتاهما، بقي التعاون صعباً بينهما. وكما يروي وزير الخارجية الفرنسي السابق، هيرفي دو شاريت، تَقدم البلدان بمبادرات منافسة خلال الحملة العسكرية التي شنتها إسرائيل على لبنان في عام 1996. وقد وافقت الولايات المتحدة وإسرائيل على فحوى الجهود الفرنسية ولكنهما أصرتا على حصر العمل الدبلوماسي بقناة واحدة. ونتيجة لذلك، قادت واشنطن المبادرة غير أن باريس أدت دوراً أساسياً في صياغة محتوى الاتفاق النهائي.
وفي المقابل، فإن النجاحات الدبلوماسية (النادرة) في لبنان على مدى العقدين الماضيين، بما في ذلك الانسحاب السوري عام 2005، كانت في كثير من الأحيان نتيجة للتعاون الوثيق بين فرنسا وأمريكا، ويبدو واضحاً أن الحليفين ينسقان بشأن الأزمة الحالية أيضاً. وفي هذا الإطار، أشار وزير الخارجية الأمريكي، أنطوني بلينكن، خلال مؤتمر صحفي عُقد في باريس في 2 نيسان/أبريل مع نظيره الفرنسي إلى أن "فرنسا قدمت مقترحات لاقت استحسان شركائنا اللبنانيين"، مما يعني أن واشنطن على اطلاع دائم على الجهود الفرنسية. وبعد أيام، زار المبعوث الفرنسي، جان إيف لو دريان، واشنطن لمناقشة الوضع مع بلينكن والمبعوث الأمريكي، آموس هوكستين، الذي عمل بشكل وثيق مع باريس على اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في عام 2022.
وفي الواقع قد تعتمد واشنطن على المساعدة الفرنسية فيما يخص لبنان، وذلك لعدة أسباب. فبالإضافة إلى علاقات فرنسا التاريخية الوطيدة مع لبنان، فإنها تسهم في قوات "اليونيفيل" بنشرها 700 جندي على الأرض كما أنها الطرف المعني بالقضايا اللبنانية في مجلس الأمن الدولي. علاوة على ذلك، يمكنها التعامل مباشرة مع مختلف الجهات الفاعلة على الساحة السياسية اللبنانية، من بينها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" الذي فرضت الولايات المتحدة على قائده عقوبات في عام 2020، وينطبق الأمر نفسه فيما يخص التعامل مع إيران. وكثيراً ما استخدمت واشنطن هذه "القناة الفرنسية" سابقاً وقد تكون أكثر كفاءة في حالات الأزمات من الاعتماد على الوسطاء اللبنانيين.
وبالنسبة لباريس، من الواضح أن النفوذ الأمريكي على إسرائيل لا غنى عنه. كما أن النفوذ الأمريكي ضروري في لبنان إذ يمكن أن تتقلص نتائج الدبلوماسية الفرنسية بشكل كبير إذا فترت همة الولايات المتحدة.
آفاق لمزيد من التنسيق
إذا تم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل ولبنان، سيتعين على المسؤولين الأمريكيين والفرنسيين العمل بشكل وثيق في مجلس الأمن، ليس بسبب الدور الذي تؤديه "اليونيفيل" و"هيئة مراقبة الهدنة التابعة للأمم المتحدة" على الأرض فحسب، بل أيضاً نظراً للمشقة التي واجهها تجديد ولاية "اليونيفيل" العام الماضي والذي شهد امتناع روسيا والصين عن التصويت دعماً لطلب بيروت و"حزب الله" تعزيز التدقيق في مهمة حفظ السلام. ومن المرجح أن تستمر بكين، وبدرجة أكبر موسكو، في هذه العرقلة في المستقبل، لا سيما وأن روسيا عززت علاقاتها مع إيران خلال حرب أوكرانيا.
دعم الجيش اللبناني. يبدو أن فرنسا بدأت بالضغط على دول أوروبا والشرق الأوسط لتوفير تمويل إضافي للجيش اللبناني، بما ينسجم مع الموقف المشترك للاتحاد الأوروبي المذكور أعلاه والذي يؤكد التزام الاتحاد الأوروبي بـ"تعزيز دعمه" للجيش. وفي السياق عينه، عندما زار أمير قطر، تميم، فرنسا في شباط/فبراير، تعهدت الحكومتان "بمواصلة دعمهما للجيش اللبناني، وتحديداً عبر تنظيم مؤتمر دولي في باريس".
المساعدات الإنسانية والتنموية. بإمكان باريس وواشنطن الاستناد إلى مؤتمرات الجهات المانحة السابقة والصندوق الإنساني المشترك الفرنسي السعودي الذي تم إنشاؤه بعد انفجار مرفأ بيروت (انضمت إليه الإمارات العربية المتحدة لاحقاً). وإذا تم أخذ الحوافز الاقتصادية في قطاع النفط والغاز في الاعتبار، فمن الممكن أن تؤدي شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية دوراً مفيداً نظراً لمشاركتها السابقة في التنقيب عن احتياطيات البلاد.
الشغور الرئاسي. من الضروري على باريس وواشنطن أيضاً أن تظلا منخرطتين في العملية السياسية في لبنان في إطار "التحالف الخماسي" مع مصر والأردن والسعودية، ويعني ذلك إيجاد توازن دقيق بين أهدافهما قصيرة المدى (منع الحرب الشاملة) وأهدافهما طويلة المدى (إصلاح الحكم). ولكن ثمة مسألة واحدة على وجه التحديد سيصعب جداً على بيروت التفاوض بشأنها، وهي الشغور الرئاسي الذي استمر لمدة عام ونصف والذي يتوق معسكر "حزب الله" لملئه، ولذلك قد يتجه المسؤولون الأمريكيون والفرنسيون إلى تحويل المنصب إلى ورقة مساومة. ومع ذلك، قد يكون من الأفضل لهم اتخاذ موقف حازم وموحد بشأن ضرورة وجود "مرشح ثالث" يتم تحديده والاتفاق عليه بين الأطراف اللبنانية. ولم يُجنِ التأييد المؤقت الذي خلفته الأزمات الأخيرة مع إسرائيل المزيد من رأس المال السياسي المحلي لـ"حزب الله"، الذي لا يزال غير قادر على تأمين ائتلاف أغلبية. وحتى شريكه المسيحي السابق، "التيار الوطني الحر"، رفض مراراً وتكراراً مرشحه المفضل للرئاسة، سليمان فرنجية.
الخاتمة
لا يزال من غير الواضح ما الأثر الذي سيخلفه تبادل إطلاق النار المباشر الأخير بين إيران وإسرائيل على المشهد اللبناني دبلوماسسياً أو عسكرياً. فقد تجاوزت الاشتباكات مع "حزب الله" عتبات جديدة منذ الأسبوع الماضي ويتصاعد إطلاق النار عبر الحدود بشكل مستمر. وفي الواقع، تبدو إسرائيل عازمة على مواصلة عملياتها ضد الحزب حتى تغيير الوضع الراهن، وهو الهدف الذي ربما تسعى إلى تحقيقه حتى لو استمر وقف التصعيد مع إيران وتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار البعيد المنال في غزة (من الجدير بالذكر أن "حزب الله" يعتبر وقف إطلاق النار في غزة شرطاً أساسياً لا غنى عنه لأي اتفاق بشأن وقف العمليات في لبنان).
ووفقاً لتقييم آخرين، لا يريد "حزب الله" حرباً شاملة في الوقت الراهن، إلا أن الهجوم الإيراني على إسرائيل أظهر أن الاستمرار في خسارة قادة بارزين يمكن أن يدفع "محور المقاومة" إلى تغيير حساباته. ويعني ذلك أن الجهود الدبلوماسية الفرنسية والأمريكية محفوفة بالمخاطر وقد تفشل في أي لحظة إذا تصاعدت الأعمال العدائية، وحتى إذا أدت إلى اتفاق، فقد يستخدم الطرفان ببساطة الهدوء الناجم عن ذلك للاستعداد بشكل أفضل للصراع المستقبلي الذي يعتبرانه حتمياً. ولكن على الرغم من هذه المخاوف، ليس هناك بديل عن السعي بجدية لإيجاد ترتيب آخر يؤدي إلى تأخير وقوع حرب مدمرة ومنع الانهيار الكامل للمؤسسات اللبنانية وتعزيز العناصر الإصلاحية على أمل إعدادها لتولي المسؤولية عندما تسمح المتغيرات الإقليمية بذلك.
سيلين أويسال هي زميلة زائرة في معهد واشنطن، ودبلوماسية في الإقامة من قبل "الوزارة الفرنسية لأوروبا والشؤون الخارجية"
====================